المقدمة - دراسة المؤسسة الاقتصادية والمركز المالي
كيف يمكن للتسيير المالي أن يساهم في تحقيق أهداف المؤسسة ؟
للإجابة
على هذه الإشكالية يجب الإجابة على الأسئلة التالية :
- - ما المقصود بالتسيير المالي ؟ و ما هي أهدافه ؟
- - ما هي مجالات استعماله و تطبيقاته ؟
- - ما هي المؤشرات التي تستدعي تشخيص الحالة المالية للمؤسسة ؟
- - ما هي البيانات التي يعتمد عليها المسير المالي ؟
- - ما هي طرق و أدوات التسيير المالي ؟
للإجابة
على ما سبق ندرج بعض الفرضيات التالية :
- يسمح التسيير المالي بالكشف على الحالة المالية للمؤسسة باستخدام مختلف بيانات المحاسبة و الدراسة المعمقة لها .
- يعتبر التسيير المالي معيارا يبيّن درجة التوازن ووسيلة لاتخاذ القرارات .
أسباب أهمية موضوع التسيير المالي للمؤسسة الاقتصادية
عدة أسباب منها :
- أهمية هذا الموضوع بالنسبة للمؤسسة الذي من خلاله تحدد هذه الأخيرة استراتيجيتها و معرفة وضعيتها .
- سوء التسيير و عدم اتخاذ القرارات الصائبة من الأسباب الرئيسية لتدهور الوضعية المالية للمؤسسة .
- الميل الطبيعي للبحث والاستطلاع لإثراء المعرفة الذاتية وطبيعة الاختصاص و علاقته بالموضوع .
تمهيد - المؤسسة الاقتصادية تعتمد في نشاطها على مجموعة من الوظائف
إن
المؤسسة الاقتصادية تعتمد في نشاطها على مجموعة من الوظائف التي تعمل بالتناسق فيما
بينها على توفير مجمل الآليات والميكانزيم المؤثرة بصفة مباشرة على تسييرها ، و
بالتالي تحقيقها الثروة اللازمة لبقائها ضمن المحيط المتواجدة فيه و تحقيق أهدافها
المسطرة ، حيث أن من أهم الوظائف في المؤسسة وظيفة التسيير المالي ، وللإلمام بهذا
الموضوع لابد من التطرق إلى عموميات حيث قمنا في المبحث الأول بوضع مفاهيم عامة
حول التسيير المالي ، أما في المبحث الثاني فتطرقنا إلى أدوات وظيفة التسيير
المالي في هيكل المؤسسة .
نشأة التسيير المالي
كان في الولايات المتحدة الأمريكية أول ظهور للتسيير المالي حيث استعملت البنوك والمؤسسات المصرفية النسب المالية التي تبين مدى قدرة المؤسسة على الوفاء بديونها وذلك استنادا إلى الكشوفات المحاسبية من جهة ومن جهة أخرى إيلاء المساهمين في شركات المساهمة أهمية كبيرة لدراسة هذه المعلومات المالية
وقد تطور التسيير المالي خلال الأزمة الاقتصادية سنة 1929 تطورا كبيرا حيث أصبح
يكتسي أهمية كبرى وذلك ببحث المؤسسات عن هيكل مالي سليم يحميها من مخاطر الإفلاس ،
وقد تأسست لجنة للأمن و الصرف تعمل على
نشر الإحصائيات المتعلقة بالنسب النمطية لكل قطاع
في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1933
.
بعد
الحرب العالمية الثانية شهد التسيير المالي تطورا ملحوظا وذلك في فرنسا ، حيث أظهر
المصرفيون والمقرضون اهتماما بتحديد خطر استعمال أموالهم و بصفة أكثر دقة و حزم ،
و بتطور المؤسسات و وسائل التمويل اللازمة و ذلك بظهور لجنة عمليات البورصات التي
حدد هدفها بتأمين الاختيار الجيد و تأمين المعلومات المالية التي تنشرها الشركات
المحتاجة مساهمة للادخار العمومي
ناصر
دادي عدون ، تقنيات مراقبة التسيير، نفس المرجع ، ص 14
مكانة وظيفة التسيير المالي في هيكل المؤسسة
إن وظيفة التسيير المالي تحتل أعلى مكانة في هيكل المؤسسة و لا يمكن الاستغناء عليها
و يمكن تقسيم المؤسسة إلى ثلاثة أنواع هي
:
- المؤسسات الصغيرة : يشغل وظيفة التسيير المالي رئيس المؤسسة حيث تكون له صلاحية اتخاذ القرارات بما في ذلك المالية لأنها تمتاز بقلة المخاطرة و التحفيزات فيما يخص الاستثمارات .
- المؤسسات المتوسطة : هنا القرارات المالية تكون على عاتق المسير المساهم الرئيسي حيث أن توزيع العمل يكون أكثر توسعا و دفعا للأمام فالوظيفة موجودة في يد مسؤول أكثر تخصص .
- المؤسسات الكـبيرة : يشغل وظيفة التسيير المالي إطار مؤهل يعمل بصفة مباشرة و بتنسيق مع مدير المؤسسة أو رئيس المدير العام و ذلك حسب نوع المؤسسة .